الثومُ
من بلادِ البحر الأبيض المتوسط انتشر الثومُ إلى كافةِ البلاد، وهي نبتةٌ قديمةٌ قِدَم البشرية، فقد نقش الفراعنة على جدران معابدِهم شكلَ الثوم، وهو نباتٌ ذو رائحةٍ قوية جداً، بحيث تستطيع أن تُميزه عن غيرِه بمجرد شم رائحته، وله فوائدٌ طبيةٌ كثيرة، والثوم لا يتم طبخه على حدة، بل هو يُساعدُ في عمليةِ تَطْيِيبِ الطعام، وإضفاءِ نكهةٍ خاصةٍ عليه، فيستخدمه الطباخون من كلِّ أنحاءِ العالم، كما يستخدمه العطارون في تحضير الوصفات العلاجية لبعض الأمراض الاعتيادية، وسوف أقومُ فيما يلي بتقديم أكثر من طريقة لعمل (صوص الثوم) المُسْتَخْدم في المطاعم كَمُطَيِّبٍ للأكلاتٍ مثل اللَّحمِ المشوي والدجاج والفوائد الصحية والطبية للثوم، ثم مخاطر الثوم، ثم أضع بين أيديكم طريقة تجفيف الثوم.
تحضير صوص الثوم
صوص الثوم مع الليمون
هذا الصوص يُعطي نكهة شهية للعديد من الأكلات، خصوصاً تلك التي تكون اللحوم عُنصرها الأساسي، وإليكم طريقةً سهلةً لتحضيره:
المكوّنات
- كوب زيت نباتي.
- ربع ملعقة ملح.
- ثوم مهروس.
- بياضُ بيضتين.
- نصف حبةِ ليمون.
طريقة التحضير
- نقوم بوضع بياض البيضتين في الخلاط، ونضيف إليهم القليل من الملح.
- نقوم بخلط الملح وبياض البيضتين سوياً، وسوف نجد أنَّ رغوةً قد نتجت عن الخليط.
- نضعُ أربع قِطعٍ من الثوم المُقَشَّر، أثناء عملية الخَلْط.
- نأتي بكوبِ الزيت ونقوم بالسكب على الخليط أثناء عملية الخلط، بشرط أن يكون السَكْبُ على شكل خيطٍ رفيع.
يتم إضافاته على الطعام وليس فيه، فهو يعطي نكهة شهية لأكلاتٍ منها:
- كباب الدجاج، والمشويات بكل أنواعها.
- السمك المَشْوِي، وخصوصاً سمك الجرع.
- اسكالوب الدجاج المقلّي.
صوص الثوم باللبن
المكوّنات
- حبتان من الثوم (رأسان).
- نصف كوب حليب سائل.
- نصف كوب زيت زيتون.
- ملح (حسب الرغبة).
طريقة التحضير
- نحضر إناءً ونسكبُ الحليبَ فيه، ثم نضعه على نارٍ متوسطة.
- نقوم بتقشير الثوم ثم نضعه في إناءِ الحليب.
- يُترك الإناءُ على النارِ لمدة عشرة دقائق.
- نتركه بعدها لمدة عشرة دقائق أخرى؛ حتى يبرد.
- نقوم بإضافة الملح وزيت الزيتون، ثم نقوم بالتحريك جيدا؛ حتى تتجانس المكونات.
- نقوم باستخدامه فوراً، وللحفظ يوضع في الثلاجة، هذه الوصفة توضع على الباذنجان المقلي فتعطيه نكهة خاصة، كما تُعطِي مذاقاً لذيذاً للشاورما.
صوص الثوم بالبطاطس
يسمى أيضاً الثومية اللبنانية؛ لشهرته في لبنان، وهذه طريقة التحضير:
المكوّنات
- حبة ثوم.
- حبتان من البطاطس.
- ملعقة ميونيز.
- نصف كوب زيت زيتون.
- ملعقة عصير الليمون.
- ملح (حسب الرغبة).
طريقة التحضير
- نقوم بغسل البطاطس ثم نضعها بإناء ونقوم بسلقها.
- نقوم بتقشير الثوم، ونقوم بهرسه مع البطاطس المسلوقة.
- نضع الثوم والبطاطس في الخلاط، ثم نضع عليها بقية المكونات ما عدا الزيت.
- نقوم بخلط المكونات مع بعضها.
- وأثناء عملية الخلط نقوم بإضافة الزيت على شكل خيط رفيع.
- نقوم بحفظه بالثلاجة، ويستخدم عند الحاجة، وهذا الصوص لذيذ مع المشويات وخصوصاً كباب الدجاج.
صوص الثوم بالجبن
المكوّنات
- نصف كوب لبن طازج.
- نصف حبة ثوم.
- ملعقتان جبن سائل.
- ملعقتان ميونيز.
- ملح (حسب الرغبة).
- عصير ليمون (حسب الرغبة).
طريقة التحضير
- نقوم بوضع المكونات كلها في الخلاط، ونقوم بخلطها جيداً.
- نقوم بخلطها حتى نحصل على شكلها الكثيف (الكِرِيْمِي)، وليس السائل.
- نقوم بوضعها في الثلاجة لمدة ساعة.
- هناك من يرغب بإضافة القليل من عصير الليمون، وهذه الطريقة تقدم خصيصاً مع وجبة البروست.
فوائد الثوم
كثيرةٌ هي فوائده، فَكَم من طَبِيْبٍ أوصى مريضَهُ بأن يتناول حبَّات الثوم، ويكفي أنَّ أَبُو قْرَاط - وهو أبو الطب القديم-، قد أوصى بتناولِ الثوم، وقال أنَّ فيه حمايةٌ من العدوى، ومعالجةٌ لاضطرابات المعدة، وعن فوائد الثوم نذكر قصة واقعية جرت أحداثها في مدينة مارسيليا في منتصف القرن السابع عشر الميلادي حيث، انتشرَ مرضُ الطاعون في المدينة، وتسبَّب في مقتلِ الآلاف من الفرنسيين، وهرب كلُّ الناسِ خوفاً من الوباء، تاركين ممتلكاتهم ومصالحهم وأموالهم خلفهم، ولكن بقي في المدينة أربعةُ لصوصٍ قاموا بسرقتها، وقد قُبض عليهم وهم يسرقون المدينة دون أيّ خوف، فحكمَ عليهم القاضي بالإعدام مع معافاتهم من الإعدام إذا باحوا بالسرِّ الذي جعلهم لا يخافون من المرض، فاعترف أحدهم بأنَّهم كانوا يأكلون الثوم على الريق، ويشربون الماء، ثم يذهبون للسرقة، وأذكرُ لكم بعضاً من هذه الفوائد:
- مُضَادٌ جيدٌ للبكتيريا والفطريات والطفيليات والفيروسات، وقد استخدمه الفرنسيون والبريطانيون في الحرب العالمية الأولى والثانية كمُطَهِّر للجروح.
- يُقَلِّلُ من مخاطرِ الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، فهو يقوم بتنقية الدم من الكولسترول.
- يحتوي الثوم على خصائص مُقَاوِمة للسرطان، فهو يُقَلِّلُ من مخاطرِ الإصابة بسرطان القولون، كما يُساعدُ في تَقْلِيصِ الخلايا السرطانية بالثدي.
- يُسْتَخْدَمُ الثوم كمضادٍ حيوي.
- يتخلصُ من الجراثيمِ التي تُسَبِّبُ السلّ والدفتريا.
- يقومُ بحمايةِ الجسم من السُموم التي تنقلها العدوى.
- يُسْتَخْدَمُ الثومُ كمُطَهرٍ للأمعاء، ويُساعدُ على تطهير الأمعاء من الديدان، كما يُعالج الإسهال.
- يُسْتَخْدمُ الثومُ لعلاجِ مرض (التيمود).
- يُسْتَخْدَمُ الثوم كعلاجٍ للسُعَال، والربو.
- يُساعِدُ الثوم على نمو الجنين، كما يمنعُ حدوث تسمم الحمل؛ لذلك هو مفيد للسيدات الحوامل.
- فيه فائدةٌ كبيرةٌ للسيدةِ المُرضِعة، فهو يعمل على دَرِّ الحليب.
- يساهم في علاج تضم البُرُوْسْتَاتَا.
- يستخدمه المُخْتَصُّونَ في علاجِ تساقُطِ الشّعر.
- يُسْتَخْدَمُ في تَطْيِيبِ الطعام.
- يُساعدُ في التخلُّصِ من الصداعِ النصفِّي.
- كما يُعتبر الثوم مُقَوِّي لقدرات الجماع عند الرجل.
مخاطرُ الإكثار من تناول الثوم
بالرغم من هذه الفوائد الكثيرة التي يحملها الثوم لجسمِ الإنسان، إلاَّ أنَّه وفي دراساتٍ حديثة تمَّ التحذير من الإفراط في تناول الثوم، وعلَّلوا ذلك للأسباب التالية:
- كثرةُ تناول الثوم للسيدةِ المُرضعة يؤدّي إلى تَغير مذاق الحليب، فيبعد الأطفال عن الرضاعة.
- يُسبب رائحةً كريهة للفم، ولإزالةِ تلك الرائحة يُنصحُ بشرب الحليب، أو مضغُ أوراقِ الكُزْبَرة، أو مَضغُ البقدونس.
- يؤدِّي إلى تَهَيُّج في الجهازِ الهضمي، فهو ضارٌ بالنسبة لمن يعانون من مشاكل في الأمعاء أو المعدة.
- قد يُودِي بحياة المصابين بمرض الإيدز، فهو يقوم بتعطيل العلاجات المخصصة لهذا المرض.
- يؤدي الإكثار من تناول الثوم إلى ارتفاعٍ أو انخفاضٍ في ضغطِ الدم.
طريقة تجفيف الثوم
يرغبُ الناس في أنْ يجدوا الثومَ في مطبخِهم طيلة أيام السنة؛ لفوائدها الكثيرة، فيقوموا بشرائها من الأسواق وقت توافرها، ويجففونها لكي لا تنقطع عنهم، وإليكم طريقة سهلة لتجفيف الثوم في البيت:
- نُحضر كمية الثومِ المراد تجفيفها ونقوم بتقشيرها وتفريقها.
- نقوم بتقطيعها على شكلِ شرائح، ونقوم بوضعه على قطعة قماش.
- نقوم بتعريضه لأشعةِ الشمس لمدة خمسة أيام، مع مراعاة التقليب الدائم له، ويستمر الأمر حتى يَجِفّ تماماً.
- نقوم بإضافةِ ملعقة ملح أو ملعقتين حسب الكمية، ثم نقوم بطحن الثوم على شكلِ بودرة.
أخيراً نذكرُ أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم كان ينفر من الثومِ، وكان صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين على عدم أكلِ الثوم والبصل يوم الجمعة؛ وذلك للرائحة الكريهة التي يسببها أكلُ الثوم للفم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يستقبلُ الناسَ كثيراً، ويأتيه الوحي، فيشق على نفسه أن يأتيه الوحي ويزوره الناس ورائحة فمه كريهة.